1- مفهوم ثقافة الاستهلاك ،،
به جانبان : الجانب الأول " المادي" : صور ورموز وما يرتبط بها من دلالات نفسية واجتماعية واقتصادية كالرغبة في التميز وإظهار المكانة الاجتماعية العالية بين الناس سواء في التفاعلات أو في مختلف المواقف التي يمرون بها في حياتهم الاجتماعية .
ثقافة الإستهلاك قبل عملية الشراء، وتعبر عن الرموز والمعاني والصور الذهنية والتخيلات المصاحبة لعملية الشراء ، وتمثل في مضمونها النتائج المترتبة علي حيازة رأس المال المادي أو الثقافي وما يصاحب ذلك من حيازة بعض السلع والمنتجات وما يترتب علي استخدامها من تحقيق دلالات وصور ومعاني.
ثقافة الإستهلاك تنقسم إلي 3 مراحل:
* مرحلة "1" : الأسباب التي تدفع المستهلك للشراء وهي أسباب ظاهرة أو كامنة .
* مرحلة "2" : تصاحب عملية الشراء وما يترتب عليها من امتلاك ثروة مادية أو معرفية .
* مرحلة "3" : تعبر عن الدلالات المترتبة علي عملية الشراء وما صاحبها من احساس بالتمايز والتميز.
2- ثقافة الإستهلاك بين العمومية والخصوصية ،، :
- ثقافة الاستهلاك تتصف بالعمومية أي ما يستخدمه الناس في مصر نفس ما يستهلكه سكان الخليج والعالم .. الخ ، أي تشابهها في كل دول العالم ، ولهم مبرراتهم ..
- وجهة النظر الأخري تتحدث عن خصوصية ثقافة الاستهلاك ،،
وهنا نتسائل : هل أصبح للاستهلاك ثقافة عاملة تنتشر علي المستوي العالمي أم هناك خصوصية؟؟
* نتناول وجهة النظر الأولي والتي تستند علي عدة عوامل :
1- سيطرة نمط الإنتاج الرأسمالي المعاصر ، وهو يسعي لتحقيق سيطرة علي دول العالم المتقدم والنامي حتي الكيانات الإشتراكية أصبحت تتبني نظام الانتاج الرأسمالي، وأدي سيطرة رأس المال علي خلق إنتاج شبه نمطي علي مستوي العالم ، لذلك أصبحت أسواق هذه الدول هي جزء من السوق العالمي ، والمنتجات والسلع في هذه الأسواق هي نفسها الموجودة في السوق العالمي .
2- دور الشركات متعددة الجنسيات في تفشي النزعة الاستهلاكية بين أفراد وجماعات المجتمع مثل "كنتاكي وماكدونالد و كارفور"..
3- التحسن الذي طرأ علي مستوي المعيشة لدي الغالبية العظمي من سكان وجماعات المجتمع .
* وجهة النظر الثانية والتي تقول بـ"خصوصية ثقافة الاستهلاك" لها مبرراتها وهي :
- إذا كان هناك سلع ومنتجات منتجة في أمريكا وتباع في مصر والخليج وماليزيا إلا أننا كدول إسلامية حينما نقبل علي شراء منتجات استهلاكية إنما نراعي ما يتماشي منها مع عادات وتقاليد مجتمعية وقيم إسلامية ، وبالتلي سيظل هناك خصوصية ثقافية علي عملية الإستهلاك .
-كشفت الدراسة عن وجود إزدواجية في ثقافة الاستهلاك وهو ما يؤكد علي الخصوصية وهو تعايشا مع القيم القديمة كالـ"طبلية " ، و القيم الحديثة مثل الـ"سفرة" ، ونجد من يرتدي البنطلون "الجينز" ، ومن ترتدي "الحجاب" ، ومن يدخن "السجاير الأمريكية" ويمارس الشعائر الدينية ، وعلي مستوي الإكسسورات أيضاً ، ونجدها موجودة في مظاهر الاحتفال ببعض المناسبات كالأفراح ، فهناك من يحتفل بها في فنادق 5 نجوم ، والبعض في الشارع ، والبعض الآخر في قاعات متوسطة ..
- في المجتمع الحضري يتبنون ماهو جديد ومواكب للموضة في الملبس وغيره علي عكس المجتمع الريفي.
3- خصائص ثقافة الاستهلاك :
1- تتكون من جوانب مادية ، وأخري معنوية تكون فيما بينها كلاً متكاملاً ، وتتجسد الجوانب المادية لثقافة الاستهلاك في السلع والمنتجات وأماكن عرضها وطريقة عرضها ، وتتمثل الجوانب المعنوية في أسلوب التعامل مع هذه السلع والمنتجات ، وبالتلي يحتاج التعامل مع البعض منها إلي خبرة ومعرفة بعملية الإستهلاك علي النحو المناسب كما تعكس بعض هذه السلع ما يوجد لدي جماعات المستهلكين من حيازة رأس المال سواء المادي أو الثقافي .
2- أشار " مايك فيرزستون" في إطار تحليله لثقافة الاستهلاك إلي أنها تعبر عن الطريق والأساليب التي يستخدمها أعضاء وجماعات المجتمع في إشباع إحتاياجاتهم ، وإن طرق الاشباع هذه تكون أكثر إرتباطاً بالبناء الاجتماعي ومكوناته ، أو إشباع حاجة غريزية كالجنس والطعالم ، فـ " قيمنا" تمنع إشباع رغبة "الجنس" خارج إطار الزواج عكس الغرب ، وبالنسبة للطعام نتناوله بشكل لا يخالف شرائعنا الدينية ، وبشكل يرضي المجتمع والأسرة.
علاوة علي ذلك تظهر في ثقافة الاستهلاك جوانب معنوية ، في حالة أن تشبع ، وهذه ما يتصل منها بالعواطف والرغبات والتخيلات أو الاحلام والصور الذهنية التي يكونها المستهلكين عن السلع والمنتجات .
3- ثقافة الاستهلاك تتميز بأنها إنتقائية في تحديد نوع السلع والمنتجات، وفي طريقة وإمكان الإشباع ، هذه تحكمها عوامل عديدة مثل : السعر ، النوع ، المقاس ، شكل المنتج ، الجودة ، التصميم الجميل للسلع ، المعلومات التي يعرفها عنها ، الجهة المنتجة لها ، ما تتمتع به الشركة المنتجة من ثقة المستهلكين ، فضلاً عن إتفاقها مع القيم والعادات الدينية والمجتمعية ، ولكن يمكن القول أن العوامل المؤثرة في الإنتقاء السلعي إنما هي تختلف باختلاف الانتماءات الطبيعية لأعضاء وجماعات المجتمع ، وبالتالي نجد أن أعضاء الطبقة الرأسمالية يستحوذون علي رصيد ثقافي ومادي كبير يجعلهم يتميزون عن غيرهم من طبقات وسطي ودنيا.
كما أظهرت نتائج الدراسة ان بعض شرائح الطبقة الوسطي عندما يقبلون علي انتقاء السلع يكون بحسب الوعي الثقافي والحاجة إليها ، والذوق العام وفائدة السلع العملية .
4- ثقافة الاستهلاك تتسم بالطابع الاسلوبي التي تضفيه علي بعض السلع ، حيث يكون لبعض السلع أسلوب يعبر عن تفرد وتميز مالكها ، وبالتالي نجدها ترتبط أحياناً بكل ماله شهرة في المجتمع كالإعلان عن السلع والسيارات وادوات التجميل ، وعندما يرتبط استهلاك السلع برجال أعمال ناجحين أو لاعب مشهور في أحد الفرق الرياضية وغير ذلك ،، مما يعكس أسلوب حياتنا المتميز ، ونخلص من ذلك إلي أن ثقافة الإستهلاك تخلق المعاني والصور وتمثلها في أذهان الناس ، وأفعالهم بطرية معينة ، لكي تدعم التمايزات أو تخلق التماثلات والتشابهات ، وهذا الاسلوب إما يدعم تميزنا أو يدعم أسلوب التماثل والتشابه مع الآخرين .
5- تستخدم ثقافة الاستهلاك الصور والرموز التي تعبر عن الطموحات والاحلام وتشبع الرغبات والتطلعات وبالتلي يصبح كل ما نستهلكه في حياتنا الإجتماعية ، من سلع ومنتجات بمثابة رموز تستخدم من الناحية الظاهرية في عملية تصنيف الناس إلي شرائح طبقية ويبدو هذا واضحاً في زيادة إقبال بعض أفراد الطبقة الرأسمالية علي طلب السلع النادرة والغالية الثمن ، لما تعكسه من قيم مادية وجمالية تميز ما لها من مكانة إجتماعية عريقة.
6- تتسم ثقافة الاستهلاك بقدرتها الفائقة علي ما تتطلبه من استخدام للأرقام علي نطاق واسع ، وتظهر هذه السمة الرقمية في رقم التليفون والسيارة ورخصة القيادة ، وبالتالي يصبح كل شئ في ثقافة الاستهلاك بمثابة رقم ، وأصبحت المؤسسات الحكومية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني تعتبر ذلك مع أفراد المجتمع.
Posted in: