< anti copy >

محاضرة مادة "علم إجتماع السكان " د. سحر عبد المعطي 4-3


تابع الفصل الثاني :
 3- علاقة الإقتصاد بدراسة السكان :
- تبدأ علاقة علم الإقتصاد بدراسة السكان منذ القدم خاصة في الفترة السابقة علي القرن 18 ، ثم تزايد الإهتمام بالحركات السكانية بعد ذلك في أوروبا في القرن 18 ، ليتزايد الإهتمام بالقوة العسكرية والإقتصادية والسياسية والعلاقة المتبادلة بين هذه القوى .
- حيث كان ينظر إلي الأرض والعمل باعتبارهما من أهم عوامل الإنتاج فهي تفوق في ذلك أهمية رأس المال والمشروعات ، بل والتكنولوجيا نفسها ، من هنا دعت الحاجة إلي ضرورة زيادة عدد السكان وتشجيعها بشكل مباشر وغير مباشر.
- أما في القرن 19 فقد ظهرت فكرة جديدة تعمق كل نمو وزيادة في السكان علي حساب توفير وسائل العيش وفرص العمل ذو الأجر المناسب وظلت هذه الفكرة سائدة للسكان في الحرب العالمية الأولي ، حيث أسهم في صياغتها "آدم سميث" و" جون ستوريت ميل" و"مالتوس" و "ريكاردو"، وغيرهم الكثيرين ...
- وبذلك أصبح ينظر إلي الزيادة السكانية باعتبارها عملية عديمة الجدوى طالما كانت تعوق التقدم في مستوى المعيشة والدخل ، ولكن ظهرت أيضاً إنتقادات في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 حيث بدأ التحكم في نمو السكان في أوروبا يظهر مع النمو التكنولوجي الهائل .
- نتيجة لذلك ذهب علماء الإقتصاد إلي ضرورة وضع حداً أمثلاً للزيادة السكانية أو النمو السكاني ليكون ملائماً مع مستوي الدخل والمعيشة وفرص العمل داخل كل بلد .
* نظرة الإقتصاد للظواهر السكانية :
1- إن الهدف من دراسة السكان لم يكن تفسير وفهم الظواهر السكانية بقدر الاستفادة من المعطيات السكانية في تحليل وتفسير الظواهر الاقتصادية وذلك إستناداً إلي أن التغيرات الاقتصادية مثل "الدخل القومي أو الثروة" متغيرات متداخلة ومتشابكة وأن العلاقة بينها وبين المتغيرات السكانية مثل "الخصوبة والهجرة والكثافة السكانية "علاقة متبادلة وليست في إتجاه واحد ، من هنا دعت الحاجة الملحة إلي ضرورة وجود علم يهتم بالظواهر السكانية وعلاقتها وتحليلها ..
2- لذلك كانت الظروف المهيئة لظهور علم حديث نسبياً وهو "علم إجتماع السكان ".
3- ظهر علم إجتماع السكان فيما بين 1920 - 1930 م إستجابة للحاجة إلي فهم وتفسير الظواهر السكانية ذاتها ودراستها باعتبارها ظواهر أساسية غير ثانوية ، كما أن علم إجتماع السكان لا يكتفي بتحليل العلاقات بين الظواهر السكانية فقط ، وإنما يتجاوز ذلك إلي محاولة فهم طبيعة هذه العلاقات وتفسيرها في ضوء الظواهر الأخرى التي علي علاقة قوية بها مثل "ظواهر البناء الإجتماعي" فمثلاً : لا يمكن فهم ظاهرة الخصوبة بدون دراسة "البناء الأُسري".
4- مجالات إهتمام علم إجتماع السكان :
1- ميدان بناء السكان :
يهتم الباحثون في هذا الميدان بتحليل ظواهر بناء الأسرة وحجمها من خلال دراسته لأنماطها وتغيرها من حيث البناء والوظيفة وتحليل التكوين الزواجي في الأسرة باستخدام مؤشرات الطبقة والمكانة الإقتصادية والإجتماعية ، وتوضيح أثر القيم والمعايير والعادات والتقاليد الاجتماعية في تباين المعدلات المرتبطة بالسكان .
2- ميدان تغير السكان :
لا يركز هذا الميدان علي المعدلات السكانية مثل "الخصوبة والهجرة وغيرها" في حد ذاتها ، وإنما يتناول العوامل الإجتماعية التي تحكم وتغير هذه المعدلات كما يهتم بتحليل النتائج الإجتماعية المترتبة علي هذه المعدلات ويحاول بلورة نماذج تشتمل علي تفاعل بين المتغيرات السكانية والاجتماعية ويعتمد عليها في تفسير نمو السكان وتغيره .
* ولقد أخذ هذا العلم في التطور والنمو بشكل واضح حتي وصل إلي ما وصل إليه الآن ...
الفصل الرابع : مناهج البحث في علم إجتماع السكان :
أولا: المعطيات السكانية :
تقسم المعطيات والمعلومات والحقائق والبيانات التي يتعامل معها دارسي السكان إلي أربعة مجموعات رئيسية :
المجموعة الأولي : تشمل الخصائص السكانية الأساسية اللازمة لكل دراسة سكانية والتي تتعلق بالمواليد والوفيات والهجرة وحجم وتوزيع السكان ونجدها في الكتاب السنوي للإحصاء أو تقارير التعداد.
المجموعة الثانية : تتكون من الخصائص الإجتماعية للسكان مثل العمر والنوع وغيره .. والتي تتأثر وتؤثر علي العوامل "المواليد والوفيات والهجرة
المجموعة الثالثة : وتشمل الأحداث الإجتماعية وأحوال السكان ، وذلك مثل الزواج والطلاق والدخل السنوي والمهنة ومعدل المرض والجريمة وغيرها ..
المجموعة الرابعة : وتنطوي علي البيانات المتعلقة بالمكونات البنائية للمجتمع وذلك مثل درجة التحضر والتصنيع والتوزيع والحراك الإجتماعي .
ثانياً : المصادر الرئيسية للمعطيات السكانية :
1- يتم الحصول علي معظم معطيات دراسة السكان من خلال عملية الإتصال المباشر بالسكان فرادى أو من خلال طرق غير مباشرة وتحليلية .
2- وتنطوي المصادر المباشرة للمعطيات السكانية علي 3 أنواع :
النوع الأول : "التعداد" سواء الشامل منه او بالعينة.
النوع الثاني : " التسجيل الحيوي" ، النوع الثالث " البحث الإجتماعي الميداني" والذي يجريه عالم الإجتماع .
3- أما المصدر غير المباشر للمعطيات السكانية فهو الذي عُرف بين دارسي السكان باسم البيانات الجاهزة ، ويمثل مختلف الاحصائيات والمعطيات والبيانات ، التي يتم الحصول عليها في إطار واجبات أو أعمال إدارية متباينة .
ثالثاً : التعداد:
- للتعداد تاريخ طويل يمتد إلي الفترة السابقة عن 3000 قبل الميلاد وخاصة عند البابليون والصينيون .
- في عام 1960 أخذ حوالي 80 % من بلاد العالم بنظام التعداد ، وهذا يمثل أعلى نسبة سجلت لسكان العالم خلال التاريخ ، وبينما تأخذ بعض البلاد بنظام التعداد الدوري كل 5 أو 10 سنوات ، فهناك بلاد لم يجري فيها أية تعدادات بالمرة ..
- ماهو التعداد؟؟
التعداد هو عدً جميع السكان علي المستوى القومي ، ويحصل عليه عن طريق زيارة مباشرة لكل شخص أو أسرة في المجتمع ، وهي عملية كبيرة ، ومعقدة تتم في تاريخ محدد حيث تجري معظم الدول تعداداتها علي فترات منتظمة كل خمسة أو عشرة سنوات ، ثم تنسيق الحقائق التي تتم جمعها وتنشر بعد ذلك ليستفاد منها في التخطيط الإجتماعي والإقتصادي ووضع البيانات الحكومية وغيرها علي المستويات القومية والعالمية .
* وتتمثل أهمية التعداد في التالي :
1- تعيين الإلزامات العسكرية والضريبية والعملية للأفراد في المجتمع .
2- توفير المعطيات حول الخصائص الهامة للسكان والتي تحتاجها الحكومات والمصالح والتعليم والعمل وهيئات البحث ، وجمهور المواطنين سواء في التخطيط أو السياسة أو التنفيذ أو في مواجهة وحل المشاكل اليومية في لحظة زمنية معينة وهو مايعرف بتعداد السكان الفعلي ، أو عد الناس الموجودين عادة في مكان معين ، وهو ما يعرف بتعداد السكان النظري إلي أن ظهر أساس ثالث لعد السكان وهو ما عرف بالأسلوب الكامل أو الصحيح في عد السكان وهو يتبع الأسس المشتركة في التعداد الفعلي والنظري ..

 


* وللتعداد خصائص جوهرية يتميز بها :
1- الرقابة     2-الأرض المحددة
3- الشمول : أي يكون بدون حذف أو تكرار.
4- التوقيت : في لحظة زمينة محددة
5- الوحدات الفردية : أي بتمثيل كل فرد .
6- الإكتمال أو النشر : لا يصل التعداد إلي شكله النهائي إلا بإكتمال بياناته ونشره علي الجمهور .
* إجراءات أو خطوات التعداد :
1- تخطيط التعداد : وهي الخطوة الأولي في إعداده ويستلزم التخطيط للتعداد مراجعة السلطة الحاكمة قبل بدءه ، وتقدير التكاليف وتوفير الميزانية وإختيار الأسئلة التي ستوجه للجمهور ثم إختبار آداة جمع البيانات وتحديد المناطق الجغرافية التي يشملها التعداد ثم التدريب والإعداد وتخطيط النشرات والجداول وإعلام الجمهور .
2- تنفيذ التعداد : يحتاج تنفيذ التعداد لعدة خطوات أساسية من أهمها :
أ- التأكد من شمول التعداد .
ب - التأكد من عدم تكرار وإكتمال المنطقة التي قُصد تغطيتها .
ج - تصميم كشف بحث أو إستخبار يشتمل علي الإستفسارات والتساؤلات التي يراد جمع إجابات حولها .
د - إجراء مقابلات مع جمهور المبحوثين بواسطة العداد بين القائمين علي عملية التعداد .
هـ - واخيراً : معالجة المعلومات التي تم جمعها للوصول إلي معطيات منسقة ومنتظمة ويمكن الاستفادة منها في ظل صدق وثبات ودقة المعطيات التي تم جمعها .
- أما جمهور التعداد فيتمثل في كافة السكان أو في عينة يجري عليها التعداد للدلالة علي احول الكل عن طريق التطور الاحصائي والرياضي نظرياً ومنهجياً حتي وإن كانت العينة عشوائية او بسيطة او مساحية وذلك تقليلاً للتكاليف والوقت والجهد وتنقسم عمليات معالجة المعطيات إلي عمليات المراجعة والترميز والتثقيف والجدولة وتعتمد هذه العمليات إلي حد كبير علي أساليب معالجة المعلومات والثورة التكنولوجية التي حدثت في نطاق الاحصاء والرياضة لمعالجتها الكم الهائل من المعطيات والاسهام في دقتها ونوعيتها ومراجعتها والتحكم فيها بسرعة هائلة .
3- إخراج التعداد : يتم إخراجه في صورة تقرير منشور ويظهر تقرير التعداد في صورة جداول احصائية بسيطة او مركبة حسب السن والنوع بالاضافة إلي الخصائص السكانية الاخري .

 



* صعوبات التعداد :
أ- صعوبات موضوعية :
1- بنوده ومعطياته تحددها الحكومة لأنه عمل لا يقدر عليه سوي الحكومة .
2- تأثير العقبات الجغرافية في السفر والتنقل وظروف الجو الصعبة .
3- يتأثر التعداد بالاختلافات الثقافية والعنصرية ومستويات التعليم بين السكان في مجتمع التعداد .
ب - صعوبات ذاتية :
1- إن معطيات التعداد الذي يحتاجه التحليل السوسيولوجي السكاني وخاصة ما يتعلق بمحددات التباين السكاني والتغير ليست متوفرة من حيث الشكل والكمية المناسبة في التعداد .
2- إن معطيات التعداد ترتبط بالتجمعات السكانية أكثر مما تتعلق بالجماعات والمواقف الإجتماعية.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Printable Coupons | الدعم الفنى و التقنى : مصطفى السيد